يرتطمُ قلبي بِ كتفِ الرصيف ,
و هذا المُسافر يلوّح لي بيدهِ اليسرى ,
أما يدهُ اليمنى , يحملُ بها عمري ... و يشدُ قبضتهُ عليهِ
حتى أشعُرَ بِ نشوةِ الحُزنِ في رأسي ,
و تتشقق لغة البكاءِ من شفاهي ,
و أقفُ وحدي .. عارية من ذكرياتي و منه ,
و الأرضُ تدور .. و تدور !
فوقي فراشتان ..
تحملانِ قلباً من بلوّر ,
و قميصكَ الوحيد , المُتبقي في خِزانةِ ملابسي ,
و تحلقان عالياً ..
تسرعان .. و تسرعان
و أنا لا أستطيعُ وحدي اللحاقَ بِهما ,
و لا أستطيعُ إرجاعهُ لي ,
و أنا وحيدة .. هزمتُ يا مُسافري ,
هزمتُ و سقطتُ من سماءٍ عالية , ظننتُها وجهكَ
و كُنتُ مخطئة .. كُنتُ مخطئة يا مُسافري !
لو أمهلتني لحظة .. لحظةً واحدة
قبلَ أن تصعدَ إلى مدرجاتِ طائرةِ الغيابِ ,
و وقفتَ أمامي للحظة ,
لـ كُنتُ تلاشيتُ من أمامكَ ,
و سقطتُ في شهوق , إلى عطركَ ,
أو بعضَ أشيائكَ المُهملة , لتحملني معكَ
فـ أتكئ على ظل حلمكَ .. و أتنفسُكَ .. أتنفسُكَ يا مُسافري !!